الاتحاد الأوروبي يقترب من السماح بدخول المسافرين الحاصلين على لقاح كورونا

بعد أشهر من التكهنات، الاتحاد الأوروبي يعلن بالفعل عن نيته السماح بدخول المسافرين الأجانب الذين تلقوا اللقاح إلى منطقة شنغن دون قيود.

في الوقت الحالي فإن السفر لغير دواعي الضرورة إلى منطقة شنغن المكونة من 26 دولة (والتي تضم غالبية دول الاتحاد الأوروبي) يقتصر بشكل عام على المقيمين والمواطنين في دول المنطقة، وعلى مجموعة صغيرة مختارة من البلدان التي لا تنتمي إلى منطقة شنغن أو الاتحاد الأوروبي (تضم هذه المجموعة حاليًا 8 دول فقط) والتي اعتبر المجلس الأوروبي أنها “آمنة” نسبيًا من ناحية تفشي وباء كورونا على أراضيها. في حين أن الأمر متروك من الناحية الفعلية لكل دولة من دول شنغن لتقرر بشكل منفرد بشأن من تسمح لهم بالدخول إلى أراضيها وما هي القيود التي يجب اتباعها بعد الوصول لأولئك المسموح لهم بالدخول، إلا أن غالبية دول شنغن التزمت بتوصيات المفوضية الأوروبية. ونتيجةً لذلك فإن غالبية دول شنغن (والتي تضم وجهات سياحية من بين الأفضل في القارة الأوروبية، مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا) هي في الوقت الحالي مغلقة بشكل أساسي أمام السياح القادمين من دول خارج المنطقة (عدا عن استثناءات محدودة).

منذ عدة أشهر كانت هناك حديث حول نية الاتحاد الأوروبي وضع استثناءات للمسافرين الذين تلقوا اللقاح ممن ينتمون إلى الدول المطبق عليها حظر السفر في الاتحاد الأوروبي. وهو الأمر الذي قد يعني، على سبيل المثال، أنه حتى لو لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية مدرجة في “قائمة الدول الآمنة” الصادرة عن المجلس الأوروبي (أي قائمة البلدان الموصى بها حاليًا للدخول إلى منطقة شنغن)، فإن مواطني الولايات المتحدة الذين تلقوا الجرعات الكاملة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ولديهم ما يثبت تلقيهم اللقاح سيتم السماح لهم بالدخول إلى المنطقة دون قيد أو شرط (أي أنه سيُسمح لهم بالسفر إلى هناك لأسباب غير ضرورية، كالسياحة مثلًا).

في حين أنه لا يزال من غير الواضح حتى الآن كيف سيبدو القرار في صورته النهائية، إلا أنه من المتوقع حاليًا أن من تلقوا لقاحات معينة فقط (أي تلك اللقاحات المرخصة من قبل الاتحاد الأوروبي، بما فيها لقاحات جونسون آند جونسون “Johnson & Johnson” ومودرنا “Moderna” وفايزر”Pfizer”) هم من سيكونون قادرين على الاستفادة من هذا المخطط. شريطة أن يكونوا قد تم تطعيمهم باللقاح الذي يحمل “العلامة التجارية” الصحيحة قبل أسبوعين على الأقل من رحلتهم، وبهذا سوف يتاح للمسافرين الذين تلقوا اللقاحات من مواطني البلدان الثالثة (الدول التي لا تنتمي للاتحاد الأوروبي أو منطقة شنغن) إمكانية الدخول والسفر في جميع أنحاء منطقة شنغن دون الإعلان عن سبب ضروري أو حاجة ملحة للقيام بذلك (كما هو مطلوب حاليًا من المسافرين من البلدان الثالثة للسماح لهم بالدخول إلى معظم دول الاتحاد الأوروبي أو منطقة شنغن). من المرجح أن معظم الدول الأوروبية المشاركة التي وقعت على هذه المبادرة سوف تقوم أيضًا بإعفاء المسافرين الأجانب الذين تلقوا اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من القيود والمتطلبات الأخرى اللازمة حاليًا لما قبل السفر وبعد الدخول إليها (مثل إجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا والخضوع للحجر الصحي). كذلك لا يزال من غير الواضح حاليًا ما هو شكل الإثبات الذي سيتم قبوله كدليل على تلقي اللقاح، على الرغم من أنه من الممكن أن تكون هناك آلية للأجانب للتسجيل في مخطط “الشهادة الرقمية الخضراء” الخاص بالمفوضية الأوروبية، أو ما يعرف باسم جواز سفر لقاح كورونا، والذي سيكون متاحًا في النهاية لمواطني الاتحاد الأوروبي الذين يسعون للحصول على إثبات رقمي على أنهم تلقوا اللقاح أو محصنين أو غير مصابين بفيروس كورونا.