قامت فكرة إنشاء منطقة شنغن على مبدأ حرية الحركة والتنقل، بهدف تحسين نوعية الحياة سواء للمقيمين بالمنطقة أو للمسافرين الذين يقومون بزيارتها. ومن بين الجوانب بالغة الأهمية لهذا المبدأ الفكرة القائلة بأن زيادة حرية الحركة والتنقل لا ينبغي أن تأتي على حساب الأمن؛ أي أنه يجب أن يكون للمقيمين بالمنطقة القدرة على الاستفادة من الإمكانيات الموسّعة للسفر والتنقل مع التمتع في الوقت ذاته بنفس مستوى الأمن الذي تحققه الإجراءات المشددة لتأمين الحدود الوطنية. أدى إلغاء الرقابة على الحدود الداخلية بين الدول الست والعشرين الأعضاء بالمنطقة (أحد البنود الرئيسية في اتفاقية شنغن) إلى زيادة الحاجة إلى وجود تدابير أمنية أخرى قابلة للتطبيق بشكل مشترك في جميع أنحاء منطقة شنغن. نظام معلومات شنغن (المعروف اختصارًا باسم “SIS”) هو أحد هذه الأدوات؛ وهو نظام تم إطلاقه بهدف رفع مستوى الأمن المشترك بمنطقة شنغن من خلال تعزيز التعاون في القضايا الأمنية بين غالبية دول الاتحاد الأوروبي ودول شنغن.
تابع قراءة هذا المقال لمعرفة المزيد من المعلومات حول نظام معلومات شنغن، وللحصول على أجوبة لأهم الأسئلة الأساسية المتعلقة به مثل “ما هي الدول التي تطبق نظام معلومات شنغن؟”، وكذلك للحصول على معلومات حول الإصدار الثاني من نظام معلومات شنغن (SIS II) والذي من المقرر إطلاقه في أواخر عام 2021.
نظام معلومات شنغن
- نظام معلومات شنغن (SIS) هو عبارة عن نظام للمعلومات تستخدمه السلطات المختصة بالدول الأوروبية، وهو يمكِّن مختلف الأجهزة المكلفة بتطبيق القانون وأفراد مراقبة الحدود وأجهزة الجمارك والمؤسسات الأخرى المسؤولة عن فحص التأشيرات وإصدارها، من مشاركة المعلومات المهمة والتي تمس الأمن الداخلي لأوروبا.
- يستند نظام معلومات شنغن إلى نظام خاص للتنبيهات، وهو ما يسمح للجهات المستفيدة منه والمذكورة أعلاه بتلقي ومشاركة التنبيهات حول الأفراد والمركبات والأشياء الأخرى (مثل السيارات والمعدات وجوازات السفر)، ويتضمن كذلك إرشادات إضافية لكيفية التعامل في حالة التصدي لتلك المواقف.
- يمكن أن يندرج “الأفراد” ضمن عدد من الفئات، والتي تشمل الأشخاص المفقودين، والمطلوب القبض عليهم، والأفراد من خارج منطقة شنغن الذين تم رفض السماح لهم بالإقامة أو الدخول إلى المنطقة (أو الدخول إلى إحدى الدول الأعضاء على وجه التحديد). وبالتالي يمكن لنظام معلومات شنغن إصدار تنبيهات بشأن الأفراد الذين يندرجون ضمن هذه الفئات وغيرها.
- يتكون نظام معلومات شنغن من أكثر من 76 مليونًا من السجلات وتم استخدامه أكثر من 5 مليارات مرة، مما يجعله أضخم أنظمة مشاركة البيانات الأمنية وأكثرها استخدامًا على مستوى القارة.
- سلامة وأمن أوروبا تأتي في مقدمة الأولويات لنظام معلومات شنغن (SIS).
- يرتكز نظام معلومات شنغن على الاعتقاد بأن تعزيز التواصل بين مختلف أجهزة إنفاذ القانون الفردية في جميع أنحاء دول شنغن سوف يؤدي إلى تحسين مستوى السلامة والأمن المشترك في أوروبا.
كيف يعمل نظام معلومات شنغن؟
- لدى كل دولة من دول شنغن مكاتبها الوطنية الخاصة بها والمسؤولة عن معالجة وتقديم المعلومات على نظام (SIS)، وتُعرف هذه المكاتب اختصارًا باسم “SIRENES” (والتي تعني طلب المعلومات التكميلية عند المعابر الوطنية)، هذه المكاتب تعمل على مدار الساعة، وتشرف على معالجة التنبيهات.
- فيما يلي مثال على كيفية عمل نظام معلومات شنغن على أرض الواقع فيما يتعلق بالتعاون في مراقبة الحدود: لنفترض أن قوة الشرطة الوطنية لإحدى دول شنغن اكتشفت معلومات حول المخاطر الأمنية التي يشكلها أحد الأفراد من بلد خارج أوروبا والذي تمت الموافقة مؤخرًا على منحه تأشيرة شنغن ولكنه لم يدخل منطقة شنغن بعد. إذا اكتشفت قوة الشرطة الوطنية أن هذا المسافر الجديد الذي يحمل تأشيرة شنغن يعتزم ارتكاب جريمة خطيرة في دولة شنغن أخرى، فيمكنها إرسال تنبيه عام تحذر فيه من التهديد المحتمل الذي قد يشكله دخول هذا المسافر. هذا التنبيه الذي سيكون مرئيًا لجميع أجهزة مراقبة الحدود وإنفاذ القانون المعنية، ستتم معالجته من قبل مكتب طلب المعلومات التكميلية عند المعابر الوطنية (SIRENE) في كل بلد، وسيكون ظاهرًا في النهاية أمام أفراد مراقبة الحدود عند نقطة الدخول المحتملة لهذا الفرد الخطر. عند مشاهدة التنبيه سوف يرفضون دخوله، وبالتالي يتفادون تهديدًا محتملًا لأمن منطقة شنغن.
الحرية والأمن
- يعد نظام معلومات شنغن (SIS) أحد الأدوات الأساسية التي تسهل حرية الحركة للمقيمين بمنطقة شنغن: المبدأ التوجيهي لتأسيس منطقة شنغن والهدف الحقيقي من وراء إنشائها.
- بعد أن ألغت منطقة شنغن بشكل أساسي القيود الفعلية على الحدود بين دول شنغن، فإن منطقة شنغن تسمح بحرية التنقل بين الدول الأعضاء وعبرها، وذلك للمقيمين ولفئات معينة من المسافرين القادمين من دول خارج الاتحاد الأوروبي (مثل حاملي تأشيرات شنغن).
- تتحقق حرية التنقل بالتالي عبر أدوات أمنية مثل نظام معلومات شنغن (SIS)، والذي يمنح الطمأنينة للمقيمين والمسافرين على حد سواء من خلال أداء المهام الضرورية للحفاظ على الأمن المشترك.
- تتخذ هذه المهام شكل التعاون في المجالات التالية: تطبيق القانون ومراقبة الحدود وتسجيل المركبات.
ما هي الدول التي تطبق نظام معلومات شنغن؟
- يتم استخدام نظام معلومات شنغن في عموم أوروبا، في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن، وهو مفعَّل في 30 دولة إجمالًا.
- وبالتالي فإن نظام معلومات شنغن (SIS) يُستخدم في جميع دول شنغن الست والعشرين وفي 25 دولة من أصل 27 عضوًا في الاتحاد الأوروبي، باستثناء أيرلندا وقبرص، واللتين من المتوقع أن تنضما في النهاية إلى نظام معلومات شنغن.
- بالإضافة إلى الدول التي تستخدم نظام معلومات شنغن، هناك أيضًا عدد من الدول التي لديها إجراءات خاصة متنوعة بالاشتراك مع نظام معلومات شنغن، وبالتالي فإن لديها مستويات مختلفة من الوصول إلى بياناته وآلياته، على الرغم من أنها ليست طرفًا في النظام بشكلٍ كامل. وتشمل هذه الدول: المملكة المتحدة وأيرلندا وقبرص وبلغاريا وكرواتيا ورومانيا.
حول الإصدار الثاني من نظام معلومات شنغن (SIS II)
- سوف يتم إطلاق المرحلة الثانية من نظام معلومات شنغن (والتي غالبًا ما يُشار إليها باسم “SIS II”) في ديسمبر 2021، حيث ستتضمن ترقيات وتحسينات للنظام الحالي على صعيد المجالات الرئيسية، والتي تشمل مشاركة البيانات والأمن (مكافحة الإرهاب) والمعلومات البيومترية (القياسات الحيوية) والهجرة غير الشرعية والأفراد المعرضين للخطر، مع إمكانية وصول أكبر للسلطات المخولة بإنفاذ القانون، مثل الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل ووكالة تطبيق القانون الأوروبية (اليوروبول).