يعرف جميع الأشخاص الذين يقدمون طلبات الحصول على تأشيرة شنغن ويمرون بجميع إجراءات عملية التقديم، أن التأشيرة تكون صالحة لمدة إقامة أقصاها 90 يومًا، مما يعني أنك إذا حصلت على تأشيرة شنغن فسيمكنك البقاء في منطقة شنغن لتلك المدة فقط لا أكثر. الأفراد الذين يمكثون في منطقة شنغن لمدة تزيد عن 90 يومًا ينتهكون بذلك شروط تأشيرة شنغن الممنوحة لهم، وقد يواجهون عواقب وخيمة تشمل الترحيل وقد تصل إلى حظر دخولهم إلى منطقة شنغن في المستقبل. ومع ذلك فعلى الرغم من أن تجاوز مدة الإقامة في بلدان منطقة شنغن يعد عادةً جريمة يعاقب عليها القانون فإن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وما نتج عنها من فرض قيود على السفر على مستوى العالم أدت إلى خلق حالة لم يسبق لها مثيل. كثير من الناس وجدوا أنفسهم عالقين في دول الاتحاد الأوروبي -دون ذنب لهم- بسبب تلك الظروف التي فرضها الوباء. وإدراكًا منها لهذه الظروف الاستثنائية أظهرت دول الاتحاد الأوروبي استعدادها التام لمنح استثناءات للأفراد الذين يضطرون إلى تجاوز مدة إقامتهم في منطقة شنغن. تابع قراءة هذا المقال لإلقاء نظرة عامة على حظر السفر المتعلق بوباء كورونا في منطقة شنغن والحلول الممكنة في حالة تجاوز مدة الإقامة، وكذلك للحصول على معلومات حول تمديد التأشيرة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وللاطلاع على شرح لـحالات تجاوز إقامة تأشيرة شنغن حسب البلد.
حظر السفر المتعلق بوباء كورونا في منطقة شنغن والحلول الممكنة في حالة تجاوز مدة الإقامة
- فرضت العديد من البلدان حول العالم حظرًا على السفر بسبب جائحة فيروس كورونا. أدى حظر الرحلات الجوية وقيود السفر الأخرى المماثلة إلى أن تتقطع السبل بالكثير من المسافرين ويعلقوا في منطقة شنغن.
- دخل العديد من المسافرين في الأصل إلى منطقة شنغن بموجب تأشيرات شنغن قصيرة الأجل (الفئة – C)، وكانوا عاقدي العزم على مغادرة المنطقة قبل انقضاء فترة الـ 90 يومًا المخصصة لهم. وهؤلاء يجدون أنفسهم الآن عالقين في أوروبا بسبب ظروف وباء فيروس كورونا، مع قرب انتهاء صلاحية تأشيراتهم. وبما أنهم الآن يواجهون خطر تجاوز مدة الإقامة الممنوحة لهم في منطقة شنغن، فإنهم يريدون العودة إلى أوطانهم بأية طريقة، ولكن للأسف لا توجد أمامهم طريقة شرعية للقيام بذلك.
- على سبيل المثال؛ إذا كنت مواطنًا من دولة خارج منطقة شنغن وخارج الاتحاد الأوروبي وتحاول مغادرة منطقة شنغن والعودة إلى بلدك، في حين أن الاتحاد الأوروبي قام بحظر الرحلات الجوية إلى بلدك بسبب الوباء، فقد تجد نفسك محاصرًا داخل الاتحاد الأوروبي.
- إدراكًا منها للوضع غير المسبوق الذي يجد بعض المسافرين أنفسهم فيه (دون أي خطأ من جانبهم)، وضعت كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي ودول شنغن حلولًا لمشكلة تجاوز مدة الإقامة، من أجل الحيلولة دون تعرض المسافرين الأبرياء للعقوبات التقليدية التي تفرض على من يقومون بخرق شروط وأحكام تأشيرات شنغن.
تمديد التأشيرة بسبب جائحة فيروس كورونا
- إذا كنت متواجدًا حاليًا في منطقة شنغن وكنت معرّضًا لخطر تجاوز مدة الإقامة المحددة في تأشيرة شنغن الممنوحة لك، يجب أن تقوم على الفور بإخطار السلطات القنصلية لدولة شنغن التي أصدرت تأشيرتك. من الأهمية بمكان أن تقوم بذلك قبل انتهاء صلاحية التأشيرة وليس بعدها.
- إذا بدأت إجراءات تمديد تأشيرة شنغن بعد انتهاء صلاحية تأشيرتك بالفعل، فمن شبه المؤكد أن طلب التمديد الذي تقدمه سيقابَل بالرفض، وستكون مذنبًا بشأن تجاوز مدة الإقامة، وستواجه العقوبات التقليدية لانتهاك شروط تأشيرة شنغن الممنوحة لك (مثل الترحيل أو الحظر المستقبلي من دخول المنطقة أو ما إلى ذلك).
- جميع دول شنغن لديها أحكام لتمديدات تأشيرة شنغن في حالات الطوارئ، والتي كانت موجودة حتى قبل ظهور وباء فيروس كورونا. كان الهدف من هذه الأحكام هو تغطية حالات الطوارئ التي تتطلب من المسافرين تجاوز مدة إقامة تأشيرات شنغن.
- تسمح غالبية الدول بتمديد تأشيرة شنغن في حالات “القوة القاهرة”، والتي تعني الظروف الاستثنائية القهرية وغير المتوقعة (مثل جائحة فيروس كورونا).
- ربما يكون التقدم بطلب لتمديد تأشيرة شنغن بناءً على مبدأ القوة القاهرة الناجمة عن قيود السفر المتعلقة بفيروس كورونا هو الحل الأفضل لأولئك الذين يواجهون وضعًا اضطراريًا من تجاوز الإقامة في منطقة شنغن.
- على سبيل المثال؛ تسمح هولندا في العادة بتمديد تأشيرة شنغن بدون عقوبة في حالات الطوارئ (بناءً على مبدأ القوة القاهرة)، طالما تم استيفاء شروط معينة. يتضمن ذلك تقديم مواد أو مستندات توضح سبب عدم قدرتك على العودة إلى بلدك، وأن تكون حاملًا لجواز سفر ساري المفعول، وقادرًا على تغطية تكاليف إقامتك الممتدة.
- نظريًا يمكنك التقديم لطلب تمديد تأشيرة شنغن في هولندا بسبب فيروس كورونا، طالما ستثبت بمصداقية أن سبب عدم قدرتك على العودة إلى بلدك يرجع إلى قيود السفر المتعلقة بوباء فيروس كورونا، وليس بسبب آخر مثل أنك تحاول الحصول على إقامة بحجج وادعاءات كاذبة. ومع ذلك ففي حالة حصولك على تمديد طارئ لتأشيرة شنغن في هولندا بسبب فيروس كورونا، فقد يتم تمديد فترة الإقامة لتأشيرة شنغن التي تحملها(عدد الأيام) على حساب نطاق التنقل الذي تسمح به (أي الأماكن التي يمكنك السفر إليها باستخدامها). ما يعنيه هذا هو أنه إذا حصلت بالفعل على تمديد لتأشيرة شنغن لهولندا، فقد تسمح لك بالبقاء في هولندا لمدة تزيد عن 90 يومًا، ولكنها ستحظر عليك السفر خارج الدولة، إلى أيٍّ من الدول الأخرى بمنطقة شنغن.
تجاوز إقامة تأشيرة شنغن حسب البلد
- بالإضافة إلى وجود أحكام خاصة بكل بلد وموجودة مسبقًا تتعلق بتجاوز إقامة تأشيرة شنغن في حالات الطوارئ، تقدم العديد من البلدان الآن إمكانية تمديد تأشيرة شنغن بسبب فيروس كورونا على وجه التحديد.
- بالتالي فإن لدى كل دولة من الدول المختلفة شروطًا خاصة بها فيما يتعلق بتمديد التأشيرات لظروف وباء فيروس كورونا.
- في الوقت الحالي لا توجد سياسة موحدة على مستوى منطقة شنغن لتمديد تأشيرة شنغن بسبب جائحة فيروس كورونا. ومع ذلك فإن الوعي العام بالظروف المتأزمة للسفر في الوقت الحالي يعني أن العديد من دول شنغن ستنظر بعين العطف لطلبات التمديد المقدمة من المسافرين الذين يجدون أنفسهم معرضين لخطر تجاوز مدة الإقامة بتأشيراتهم بسبب صعوبات السفر المتعلقة بفيروس كوفيد-19.
- في أوائل ربيع وصيف 2020، قررت دول شنغن بشكل فردي إصدار تمديد للإقامات القانونية لديها بمختلف أشكالها (بما في ذلك تأشيرات شنغن) بسبب وباء فيروس كورونا.
- كذلك حثت المفوضية الأوروبية دول شنغن مجتمعةً على النظر إلى أية تجاوزات للإقامة حدثت خلال هذه الفترة باعتبارها قانونية.
- ومع ذلك فإن فترة السماح للإقامات المتجاوزة التي تم تمديدها بشكل جماعي في جميع أنحاء منطقة شنغن لم تعد قابلة للتطبيق على نطاق واسع. في الوقت الحالي لدى الدول المختلفة قواعد أوسع نطاقًا بشأن تجاوز مدة الإقامة في منطقة شنغن.
- في مارس 2020 أصدرت دول مثل ألمانيا مراسيم لتمديد تأشيرات شنغن بسبب جائحة فيروس كورونا خلال فصل الربيع، والتي غطت الفترة حتى سبتمبر 2020. منذ ذلك الحين رفضت البلاد إلى حد كبير منح تمديدات لتأشيرات شنغن بسبب جائحة فيروس كورونا.
- لذلك إذا كنت ترغب في تمديد تأشيرة شنغن من ألمانيا بسبب ظروف فيروس كورونا، فسيتعين عليك تقديم حجة فردية قوية وأدلة تؤكد بمصداقية أن ظروف الوباء منعتك من العودة إلى وطنك.
- مثلما هو الحال لدى ألمانيا، أصدرت فرنسا تصاريح إقامة مؤقتة لحاملي تأشيرات شنغن في مارس، مما سمح لهم بالبقاء لمدة ثلاثة أشهر إضافية بعد فترة صلاحية تأشيرات شنغن البالغة 90 يومًا. ومع ذلك فلم يتم تجديد هذه التمديدات لتغطية الفترة الحالية، مما يعني أنه إذا كنت تسعى لتمديد تأشيرة شنغن الفرنسية التي تحملها، فسيتعين عليك على الأرجح تقديم طلب للتمديد من خلال إدعاء وجود قوة قاهرة.
- للحصول على معلومات حول تجاوز مدة الإقامة في أي من الدول الأعضاء في شنغن، يُرجى الاتصال بقسم الشؤون القنصلية لذلك البلد المحدد.
حظر دخول منطقة شنغن
- في مراحل مختلفة خلال فترة جائحة فيروس كورونا، فرضت منطقة شنغن حظرًا على السفر إلى دول المنطقة لمواطني معظم الدول التي لا تنتمي إلى منطقة شنغن ولا الاتحاد الأوروبي. وقد أدى ذلك إلى انفصال الكثير من العائلات وحالة من الفوضى والاضطراب للعديد من المسافرين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين خارج منطقة شنغن بينما يسعون للم الشمل مع أقاربهم وذويهم.
- تم وضع قيود على السفر لمواطني البلدان التي تتمتع في العادة بحق الدخول بدون تأشيرة إلى منطقة شنغن. على سبيل المثال؛ يُمنع مواطني الولايات المتحدة الأمريكية -الذين يمكنهم في الظروف العادية دخول منطقة شنغن بدون تأشيرة- في الوقت الحالي على الأغلب من السفر إلى منطقة شنغن باستثناء حالات السفر للضرورة.
- اتصل بسفارة دولة شنغن التي تحاول السفر إليها للحصول على أحدث المعلومات حول شروط دخول مواطني الدول التي لا تنتمي إلى منطقة شنغن ولا الاتحاد الأوروبي.